كلمة الأمين العام لجمعية الثقافة الإسلامية
إحسين أحمد الطراونة
إحسين أحمد الطراونة
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله حمدًا كثيرًا هو خير مبتدأ للكلام وأجل خبرٍ في منتهاه،،
نطل عليكم عبر بوابتنا الإلكترونية ونحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة موقفًا يملؤه الأمل والتّفاؤل، نتنسم عبق التّاريخ على أسوار هذه المؤسسة في مواقعها المختلفة، والتي كانت وما زالت وستبقى على رأس أولوياتنا. نغذّ الخطى نحو تقدمها وازدهارها ودوامها منارة عزٍّ وفخار ومنهلًا عذبًا لرواد العلم والمعرفة وقبلة للباحثين عن التّميز والإبداع والتّجديد.
وتأتي أهمية هذه الإطلالة إذ أننا نستذكر فيها ما مضى من إنجاز ونعدّ لما هو آت من تطلعات، فنستشعر عظمة الرسالة التي حملتها على عاتقها جمعية الثّقافة الإسلامية الممتد عطاؤها في مدرسنا المنتشرة في موقعيها جبل عمان والجبيهة في البرنامج الوطني والبرامج الأجنبية التي تلبي حاجات مجتمعنا في عصرٍ نسابق فيه الزّمن لتحقيق الرؤية والرسالة في عمليتي التّربية والتّعليم، ونكون الرّواد دائمًا وكما أرادها الرّعيل الأول ممن قاموا على هذه المؤسسة التربوية الرائدة.
لقد أسست جمعية الثّقافة الإسلامية في العام 1944م وهي هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية وهي الممثل القانوني والشرعي لمدارس الكلية العلمية الإسلامية والتي تعنى بتربية النشىء تربية إسلامية قوامها العدل والتسامح والاعتدال واحترام الرأي والرأي الآخر.
ومع يقيننا أنّ التّربية تسبق التّعليم فإن التّربية هي الأساس لأنها تهدف إلى الارتقاء بإنسانية الطالب، تنمّي مداركه وتوسع آفاقه وتعدّه لكل الظروف، وعملية التّعليم بسمو رسالتها تدفعه إلى التفوق، واكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين ومواكبة العصر في إطار من التخطيط المرتكز على تعميق الشراكة بين المدرسة والمجتمع الذي يعيش فيه هذا الطالب؛ فتغدو الصّورة مشرقة بشقي المعادلة، فتزداد القدرة على تغيير الواقع الحياتي لأبنائنا نحو الأفضل، في بيئة تربوية سليمة متميزة وتعليم يهدف إلى خلق التميز، والإبداع، والتطوير. وبالتوازي مع إعداد المعلمين وتدريبهم لمواجهة كافّة التّحديات في مجالات التّربية والتّعليم والتّطور التّكنولوجي المتسارع.
إنّنا في جمعية الثّقافة الإسلامية ممثلةً في مدارسها في الموقعين وبرامجها المتنوعة، إننا نحرص دائمًا على التّمسك برسالتنا التي نستمدها من كتاب الله - عزّ وجلّ - وسنّة رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- لينطلق بعدها طلبتنا للحياة واثقين بالله أولًا ثمّ بأنفسهم وبقدراتهم متحمّلين المسؤولية تجاه دينهم وأمتهم ووطنهم الأعزّ، وما كان ذلك ليؤتي ثماره لولا الجهود الكبيرة التي تبذلها كوادر مخلصة، ذوي خبرة عالية حملوا على عاتقهم أن تظلّ مدارس الكلية العلمية الإسلامية موردًا عذبًا يروي ظمأ المتعطّشين للعلم والمعرفة، وسراجًا وهّاجًا ينير دروب التائهين، ومنهلًا عذبًا للقيم الإنسانية السّامية والخلق القويم.
ختامًـا
لقد أخذنا العهد على أنفسنا أن نمضي على خطى الأوائل لا نحيد عن الطّريق الذي سلكناه منذ ثمانينيات هذا القرن واضعين نصب أعيننا خدمة هذا الوطن وأبنائنا الطلبة بكل ما أوتينا من قوة وصبر وخبرات متراكمة وتجارب ناجحة. سائلين المولى جلّت قدرته أن يوفقنا جميعًا لخدمة هذا الوطن العزيز بقيادة راعي المسيرة وحادي الرّكب جلالة الملك عبد الله الثّاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته